فصل: (35/14) باب ما جاء في الرقية من العين والاستغسال منها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[35/14] باب ما جاء في الرقية من العين والاستغسال منها

5813 - عن عائشة قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرني أن أسترقي من العين» متفق عليه.
5814 - وعن أسماء بنت عميس أنها قالت: «يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين فنسترقي لهم. قال: نعم، فلو كان شيء سبق القدر لسبقته العين» رواه أحمد والترمذي وصححه.
5815 - وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العين حق، ولو كان شيء سبق القدر لسبقته العين، فإذا استغسلتم فاغتسلوا» رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه.
5816 - وعن أم سلمة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سفعة -يعني صفرة- فقال: بها نظرة، استرقوا لها» أخرجاه.
5817 - وعن عائشة قالت: «كان يؤمر العاين فيتوضأ ثم يغسل منه المعين» رواه أبو داود ورجال إسناده ثقات.
5818 - وعن سهل بن حنيف «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلًا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخباة! فلبط سهل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: يا رسول الله! هل لك في سهل وإنه ما يرفع رأسه. قال: هل تتهمون فيه من أحد. قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك بركَّت. ثم قال له: اغتسل. فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخل إزاره، ثم صب ذلك الماء عليه فصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه، ثم تكفى القدح وراءه، ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس» رواه أحمد و"الموطأ" والنسائي وصححه ابن حبان.
قوله: «الخرار» بخاء معجمة ومهملتين موضع قريب الجحفة.
قوله: «لبط» بضم اللام وكسر الموحدة لبط الرجل فهو ملبط أي: صرع وسقط إلى الأرض.
قوله: «داخل إزاره» قيل: أراد بذلك الفرج، وقيل أراد طرف الإزار الذي يلي جسده من الجانب الأيمن.

.[35/15] باب في رقى منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -

5819 - عن ابن عباس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم رقى الحمى، ومن الأوجاع كلها باسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من كل عرف نعار ومن شر حرق النار» أخرجه الترمذي وقال حديث لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وإبراهيم يضعف في الحديث من قبل حفظه.
5820 - وعن عائشة قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها وقال: باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا». أخرجاه.
5821 - وعن علي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى مريضًا أو أتي به إليه قال: أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقمًا» رواه الترمذي وقال حسن.
5822 - وعن أنس قال لثابت: «ألا أرقيك رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: بلى، قال: اللهم رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقمًا». رواه البخاري والترمذي وأبو داود.
5823 - وعن أبي سعيد الخدري «أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال رسول الله: نعم، فقال جبريل: باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين باسم الله أرقيك والله يشفيك» وفي رواية مثله وفيه: «ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك» رواه مسلم والترمذي إلا أن الترمذي قال: عين حاسده.
5824 - وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من اشتكى شيئًا فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين فأنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فيبرئ أوامره أن يرقيه به فرقاه فبرئ» أخرجه أبو داود والنسائي، قال المنذري وفي إسناده زياد بن محمد الأنصاري منكر الحديث، وقال ابن حبان منكر الحديث جدًا يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
5825 - وعن عثمان بن أبي العاص: «أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجده في جسده منذ أسلم فقال: ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل باسم الله ثلاث مرات وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» أخرجه مسلم، وعند "الموطأ" «بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم».
5826 - وعن أبي سعيد قال: «كنا في منزل لنا فنزلنا منزلًا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب، فهل منكم من راقٍ؟ فقام معها رجل فرقاه فبرئ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟ قال: لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي أو نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قدمنا المدينة ذكرنا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال: وما كان يدريك أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم» أخرجاه.
5827 - وعن خارجة بن الصلت عن عمه «أنه مر على قومٍ عندهم رجل مجنون موثوق بالحديد فرقاه بفاتحة الكتاب فبرئ فأعطوه مائة شاة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال له - صلى الله عليه وسلم -: هل قلت غير هذا؟ قال: لا، قال: خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق» رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري وأخرجه النسائي.
قوله: «نعار» نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلاه.
قوله: «يغادر» أي يترك والعامة تستعمله بمعنى المخالطة كذا في غريب الجامع.
قوله: «البأس» هو الشدة والألم.

.[35/16] باب ما جاء في الطاعون والوباء والفرار منه

5828 - عن ابن عباس «أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد وأبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا، فقال بعضهم: خرجت لأمر ولا نرى أن نرجع، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلفوا عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! -وكان عمر يكره خلافه- نعم. نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل فنهضت واديًا له عذرتان أحدهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبًا في بعض حاجاته، فقال: إن عندي من هذا علمًا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف» أخرجاه و"الموطأ" وأخرج أبو داود المسند منه.
5829 - وعن عائشة قالت: «سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الطاعون، فقال: كان عذابًا يبعثه الله على من كان قبلكم، فجعله الله رحمةً للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد يكون فيه فيمكث لا يخرج صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد» رواه البخاري.
5830 - وعن أسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرضٍ أنتم بها فلا تخرجوا منها» أخرجاه.
5831 - وعن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الطاعون: «إن هذا الوجع رجز وعذاب أو بقية عذاب عذّب به أناس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها» رواه مسلم.
5832 - وعن فروة بن مسيك المرادي: «قلت يا رسول الله عندنا أرض يقال لها أرض أبين وهي أرض ريفنا وميرتنا، وهي وبية أو قال وباها شديد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دعها عنك فإن من القرف التلف» رواه أبو داود، قال المنذري في إسناده رجل مجهول.
5833 - وعن حفصة بنت سيرين قالت: «قال لي أنس لو مات يحيى بن أبي عمرة قلت من الطاعون، قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الطاعون شهادة لكل مسلم» أخرجاه.
قوله: «الطاعون» هو مرض معروف.
قوله: «ريفنا» الريف الأرض ذات الزرع والخصب، والميرة الطعام.
قوله: «من القرف التلف» القرف بالقاف الدنو من الشيء وكل شيء دانيته فقد قارفته، والتلف الهلاك أي من قرب من المرض ودنا منه تلف وليس هذا من باب العدوى، وإنما هو من باب الطب فإن استصلاح الأهوية من أعوان الأشياء على صحة الأبدان وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام عند الأطباء وذلك بإذن الله عز وجل وتقديره.

.[35/17] باب ما جاء في الطيرة والفال والشؤم والعدوى وما يجري مجراها

5834 - عن بريدة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث غلامًا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه فرح به ورئي بشرى ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، فإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح بها رئي بشرى ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود والنسائي وسكت عنه أبو داود والمنذري.
5835 - وعن عروة بن عامر القرشي، قال: «ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أحسنه الفال ولا ترد مسلمًا فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك» رواه أبو داود مرسلًا بإسناد صحيح.
5836 - وعن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل» أخرجه أبو داود، وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الطيرة من الشرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل» وقال الترمذي حسن صحيح وأخرجه ابن ماجة وابن حبان في "صحيحه" بغير تكرار.
5837 - وعن أبي هريرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع كلمة فأعجبته فقال: أخذنا فالك من فيك» أخرجه أبو داود، وقال المنذري في إسناده رجل مجهول.
5838 - وعن أنس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشد يا نجيح» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
5839 - وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفال، قالوا: وما الفال؟ قال: كلمة طيبة» أخرجاه، وفي رواية للبخاري: «يعجبني الفال الصالح الكلمة الحسنة».
5840 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله: «لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار» وفي رواية: «ذكر الشؤم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن كان الشؤم ففي الدار والمرأة والفرس» أخرجاه.
5841 - وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يعدي شيء شيئًا، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير الجرب بخشفه ندنيه، فتجرب الإبل كلها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمن أجرب الأول لا عدوى ولا صفر» رواه الترمذي وصححه الحافظ ابن حجر.
5842 - وعن سهل بن سعد «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن يعني الشؤم» أخرجاه و"الموطأ".
5843 - وعن جابر مثله وفي رواية: «ففي الربع والخادم والفرس» رواه مسلم والنسائي.
5844 - وعن حكيم بن معاوية قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا شؤم وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس» أخرجه الترمذي من طريق إسماعيل بن عياش.
5845 - وعن جابر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا عدوى ولا صفر ولا غول» رواه مسلم.
5846 - وعن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد» رواه أحمد والبخاري، وفي رواية: «لا عدوة ولا طيرة ولا هامة، قيل: يا رسول الله! أرأيت البعير يكون به الجرب فتجرب الإبل كلها؟ قال: ذلكم القدر فمن أجرب الأول» رواه أحمد وابن ماجة من حديث ابن عمر، وفي رواية من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبل تكون في الرمل كأنها الظبا فيأتي البعير الأجرب فيدخل فيجربها، فقال: فمن أعدى الأول» أخرجاها، وفي رواية لأبي سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يوردن ممرض على مصح» أخرجها البخاري ومسلم.
5847 - وعن قطن بن قبيصة عن أبيه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «العيافة والطيرة والطرق من الجبت» أخرجه أبو داود والنسائي وسكت عنه أبو داود والمنذري.
5848 - وعن أنس قال: «قال رجل: يا رسول الله! إنا كنا في دار كثير فيها عددنا، وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال: ذروها ذميمة» رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري وصححه الحاكم.
5849 - وعن يحيى بن سعيد قال: «جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: دار سكناها والعدد كثير والمال وافر، فقل العدد وذهب المال، فقال: دعوها ذميمة» أخرجه "الموطأ".
5850 - وله شاهد من حديث عبد الله بن شداد أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح.
5851 - وعن أبي عطية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عدوى ولا هام ولا صفر ولا يحمل الممرض على المصح وليحلل المصح حيث شاء» قالوا: يا رسول الله! وما ذاك؟ قال: إنه أذى» أخرجها "الموطأ".
5852 - وعن الشريد قال: «كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع فقد بايعناك» رواه مسلم والنسائي.
5853 - وعن جابر بن عبد الله «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة، وقال: كل باسم الله ثقة بالله وتوكلًا عليه» رواه أبو داود والترمذي. وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد بن المفضل بن فضالة، وقد تكلم في المفضل بن فضالة، وقال يحيى بن معين ليس هو بذاك وقال النسائي ليس بالقوي وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وذكره ابن حبان في الثقات.
قوله: «الطيرة» هي ما يتشاءم به من الفال الردي وغيره، و«الفال» الكلمة الصالحة يسمعها الرجل.
قوله: «وما منا إلا» أي ما منا إلا من يعتريه التطير. وقد ذكر في الترمذي والبخاري أن هذا من كلام ابن مسعود، وليس من الحديث.
قوله: «لا عدوى» يقال أعداه المرض إذا أصابه منه بمقاربته ومجاورته أو مؤاكلته ومباشرته، وقد أبطله الإسلام.
قوله: «لا صفر» في سنن أبي داود «كانوا يستشئمون بدخول صفر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا صفر» وقال محمد بن راشد: سمعت من يقول: هو وجع يأخذ في البطن يزعمون أنه يُعدي، قال أبو داود: وقال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفر عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا صفر.
قوله: «ولا غول» هو الحيوان التي كانت العرب تزعم أنه يعرض لها في بعض الأوقات والطرق فيغتال الناس وأنه ضرب من الشيطان، وليس قوله ولا غول نفيًا لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في اغتياله وتلونه في الصور المختلفة يقول: لا تصدقوا بذلك.
قوله: «ولا هامة» الهام جمع هامة وهو طائر كانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامة فتطير وكانوا يقولون إن القتيل يخرج من هامته أي رأسه هامة فلا يزال يقول: اسقوني اسقوني حتى يقتل قاتله.
قوله: «لا يوردن ممرض على مصح» قال في غريب الجامع: الممرض الذي له إبل مرضى، والمصح الذي له إبل صحاح، فنهى أن يورد صاحب الإبل المرضى إبله على إبل ذي الإبل الصحاح لا لأجل العدوى، ولكن الصحاح ربما مرضت بإذن الله وقدره، فوقع في نفس صاحبها أن ذلك إنما كان من قبل العدوى فيفتنه ذلك ويشككه في أمره، فأمر باجتنابه والبعد عنه لهذا المعنى وقد يحتمل أن ذلك من قبل المرعى والماء فتستقبله الماشية، فإذا شاركها في ذلك غيرها وارد عليها أصابه مثل ذلك الداء والقوم لجهلهم يسمونه عدوى وإنما هو فعل الله، وقال ابن الصلاح: وجه الجمع أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها، لكن الله سبحانه جعل مخالطة المريض للصحيح سببًا لاعدائه مرضه، ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في غيره من الأسباب، وقال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة والأولى في الجمع أن يقال أن نفيه - صلى الله عليه وسلم - للعدوى باق على عمومه، وقد صح قوله: «لا يعدي شيء شيئًا» وقوله - صلى الله عليه وسلم - لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون بين الإبل الصحيحة فيخالطها فتجرب حيث رد عليه بقوله: «فمن أعدى الأول» يعني أن الله سبحانه ابتدأ ذلك في الثاني كما ابتدأه في الأول، قال: وأما الأمر بالفرار من المجذوم فمن باب سد الذرائع؛ لئلا يتفق للشخص الذي يخالطه شيء من ذلك بتقدير الله تعالى ابتداءً لا بالعدوى المنفية فيظن أن ذلك بسبب مخالطه فيعتقد صحة العدوى فيقع في الحرج فأمر بتجنبه حسمًا للمادة. انتهى.
قوله: «إن كان الشؤم ففي ثلاث» يعني إن كان ما يكره ويخاف عاقبته، ففي هذه الثلاثة وتخصيصه بالمرأة والفرس والربع والدار؛ لأنه أبطل مذهب العرب في التطير بالروائح والبوارح من الطير والظبا ونحو ذلك، قال: فإن كان لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها، أو فرس لا يعجبه ارتباطها فليفارقها بأن ينقل عن الدار ويبيع الفرس ويطلق الزوجة، وكان محل هذا الكلام محل استثناء والشيء من غير جنسه وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره، وقد قيل: إن شؤم الدار ضيقها وسوء جارها، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد.
قوله: «العيافة» هي زجر الطير والتفاؤل بها كما كانت العرب تفعله عاف الطير يعيفه إذا زجره.
قوله: «الطرق» هو الضرب بالعصا، وقيل هو الخط في الرمل كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير
ونحوه وفي كتاب أبي داود الطرق الزجر والعيافة الخط.
قوله: «من الجبت» الجبت كل ما عبد من دون الله، وقيل هو الكاهن والشيطان.
قوله: «ذروها ذميمة» أي اتركوها مذمومة، وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالًا لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار، وسكناها فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة والوهم الفاسد. والله أعلم.

.[35/18] باب ما يقول من رأى مبتلى

5854 - عن عمر وأبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد الله الذي عافاني وابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلقه تفضيلًا لم يصبه ذلك البلاء» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.
5855 - وابن ماجة من حديث ابن عمر.
5856 - والبزار والطبراني في "الصغير" من حديث أبي هريرة وقال فيه: «فإنه إذا قال ذلك شكر تلك النعمة» وإسناده حسن.

.أبواب الأيمان وكفارتها

.[35/19] باب الرجوع في الأيمان وغيرها من الكلام إلى النية

5857 - عن سويد بن حنظلة قال: «خرجنا نريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا أو حلفت أنه أخي فخلي عنه فأتينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له ذلك فقال: أنت أبرهم وأصدقهم، صدقت. المسلم أخو المسلم» رواه أحمد وابن ماجة وأبو داود ورجاله ثقات.
5858 - وفي حديث الإسراء المتفق عليه: «مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح».
5859 - وعن أنس قال «أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجل أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير» رواه أحمد والبخاري.
5860 - وعن أبي هريرة قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يمينك على ما يصدقك به صاحبك» رواه أحمد ومسلم وابن ماجة والترمذي، وفي لفظ: «اليمين على نية المستحلف» رواه مسلم وابن ماجة.

.[35/20] باب من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث

5861 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث» رواه أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي حسن، وقال الحاكم صحيح الإسناد، واللفظ للترمذي، وقال ابن ماجة: «فله ثنياه»، وأخرجه النسائي وقال: «فقد استثنى».
5862 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فلا حنث عليه» رواه الخمسة وصححه ابن حبان ورجاله رجال الصحيح.
5863 - وعن عكرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والله لأغزون قريشًا، ثم قال إن شاء الله، ثم قال: والله لأغزون قريشًا، ثم قال: إن شاء الله، ثم قال: والله لأغزون قريشًا، ثم سكت، ثم قال: إن شاء الله، ثم لم يغزهم» أخرجه أبو داود وابن حبان من رواية عكرمة قالا: وقد أسنده غير واحد عن عكرمة عن ابن عباس، قال أبو حاتم: الأول أشبه، وقال عبد الحق: إنه الصحيح.